الخميس، 15 سبتمبر 2011

إضائة على حضارة القوط الغربيين


إضاءة على حضارة القوط الغربيين


تُعد قارة أوربا من أكثر القارات إثراءًا للتاريخ البشري وتأثيراً في الحضارة الإنسانية، ويرجع أصل تسمية أوروبا إلى كلمة إيروبا أي إبنة العنقاء بحسب الأساطير الإغريقية، وبالإنجليزية phoenix، يُرجح أيضاً أن الاسم يعود إلى إيرب بالإنجليزية (Ereb) أي غروب الشمس.

وقد أثرت عوامل وحضارات عديدة في أوروبا بداية من الحضارة الهيلينية (اليونانية)، إلى ما تشهده الآن من ثورة تكنولوجية هائلة، وقد إخترت أن أقدم لكم اليوم واحدة من تلك الحضارات ونموذجاً من شعوب أوروبا، الذي أثر تأثيراً واضحاً على الحضارة الأوربية، ليست الأوربية وحسب إنما الحضارة الإسلامية أيضاً.

فقد أثرت على خريطة أوروبا منذ القرن الرابع الميلادي ثلاث عوامل مهمة ألا وهي الحضارة الهيلينية(اليونانية)، الحضارة الرومانية والديانة المسيحية، وبعد القرن الرابع ظهر العامل الرابع وهو القبائل الجرمانية التي كانت عامل مهم من عوامل إسقاط الإمبراطورية الرومانية, والشعب الذي نحن بصدد الحديث عنه هو القوط الغربيين والمنبثق بالأساس من القبائل الجرمانية، وقد كون القوط الغربيين مملكتهم في شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال حالياً)، وكانت عاصمتهم في البداية مدينة طليطلة، ويُعد القوط الغربيين من أكثر القبائل الجرمانية مدنية وقو، فقد كانت لهم أبجدية مكتوبة، ويعدوا أيضاً من أوائل الشعوب الجرمانية إعتناقاً للمسيحية وقد قدموا أول ترجمة قوطية للإنجيل على يد المبشر أولفيلاس, ويُعدوا أيضاً أكثر تأثراً بالحضارة اليونانية وتشبهاً بها.

وكانت سلطات الحكم مطلقة من الجهة النظرية للملك ولكن من الناحية الفعلية كانت السلطة الحقيقية بيد الأساقفة, فهم من يختاروا الملك ويسنوا القوانين، وكانت قوانينهم غير متسامحة فمنعت حرية الأعتقاد وكان على الشعب إعتناق المسيحية الصحيحة دون غيرها, وقد اضطهدوا اليهود كثيراً وأذاقوهم جميع أشكال القسوة، ولكن تلك القوانين راعت المساواة بين الرومان والقوط الغربيين أي حققت مبدأ المساواة (نسبياً)، وأصلحت الإجرائات القضائية بأن عمدت إلى شهادة الشهود في تقييم أخلاق المتهميين بدلاً من من شهادة الأصدقاء.

وقد شهد الشعب القوطي العديد من مظاهر الظلم والاستغلال من طبقة الأشراف وذلك تحت غطاء وحماية من الكنيسة والأساقفة الذين كانوا ينعموا بهدايا الأغنياء الكثيرة والمفرطة, وعند فتح المسلميين لأسبانيا عام 713 م، رحب بهم الشعب القوطي وإنصهرت الحضارة القوطية في بوتقة الحضارة الإسلامية وكونوا حضارة من أروع الحضارات الإنسانية على الإطلاق متمثلة في الحضارة الأندلسية.

ـــــــــــــــــــــــــ
عبدالحليم حفينة
15/9/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق