السبت، 17 سبتمبر 2011

رأي الدكتور مصطفى محمود في تطبيق الشريعة

رأي د/ مصطفى محمود في تطبيق الشريعة :
  


من أكثر العقول رجاحة وصاحب ُأفق واسع، وقد حمى بأفكاره المستنيرة الإسلام الوسطي من الإنهيار والإضمحلال، خصوصًا بعد غزو الفكر الوهابي للعقلية المسلمة وتوغله في العمق الإسلامي.. فإلى رأي الدكتور مصطفى محمود في الشريعة:

"إن الشريعة ليست مجرد حدود .. فالعدل شريعة والرحمة شريعة والعلم شريعة والعمل شريعة والله أمر بالعلم والعمل في أكثر من ألف موضع .

وأمر بقطع يد السارق في موضع واحد, وأول الأوامر مطلقا كان "اقرأ باسم ربك الذي خلق"

وبرغم هذا الأمر الصريح بالقراءة وهو الأمر الذي له (أولوية) مطلقة في الإسلام فنحن أمة لا تقرأ ولا تعقل بل نفكر في المظاهرات والهتافات والمسيرات لنطبق الشريعة ..

ولكن ما هي الشريعة .. إنها هذا كله .. إنها العلم والعمل والعدل والرحمة ومكارم الأخلاق ..

وهي ليست مجرد حدود .. وما الحدود إلا سياج الأمن والحماية الذي تضربه الشريعة حول خيمة المسلمين ..

ولكن الشريعة ككل أكبر من موضوع الحدود فهي قانون الرحمة العام وقانون الحب ودستور النماء والتطور للمجتمع الإسلامي .

وما أقول هذا الكلام إلا حباً في الشريعة وتمسكا بها وخوفا عليها من سوء النيات وسوء التفسير وسوء الفهم وسوء التطبيق وحرصا عليها من متاجرة المتاجرين المتآمرين".

الخميس، 15 سبتمبر 2011

تُصبحون على حرية

تُصبحون على حرية



كان الظلام حالك, والأحداث تسير ببطء وسوء بالغين, كان هذا حالنا قبل العام 2011, عندما كانت المعارضة الرسمية زيلاً من زيول النظام القمعي, ولم تكن هناك أي شبهة للتغيير, ربما كانت هناك أحلام لبعض الشباب الحالم الذي يتمنى أن يرى مصر دولة مدنية حقيقية, تقدر قيمة الإنسان, وتخرج من مستنقع الفساد الإداري والثقافي والأخلاقي...... إلخ من أنواع الفساد .

وجائت ثورة الخامس والعشرون من يناير وكأنها فجر الحرية الذي طال انتظاره طويلاً, تفجرت الثورة بمجهود أولئك الشباب الذي لم يكن يعيرهم النظام اهتماماً, بل صورهم البعض بالنملة التي تسعى لزحزحة ذلك الفيل الضخم الجاثم على أنفاس البلاد والعباد, لكنها كانت إرادة الله التي تجلت في تلك الثورة العظيمة .

لكن ماذا بعد الثورة؟!! هل فعلاً غمرتنا الحرية وأصبحنا نسبح فيها كطفل فتنته مياه البحر؟! هل حقاً ولى عهد الظلمات دون رجعة؟!.. عبثاً أن نقول أننا ننعم بالحرية الآن, فنحن مازلنا غارقين في ظلمات عهد المخلوع, فكل الشواهد حولنا تُقر بذلك.. فبعد 25 يناير.. محاكمات عسكرية تعسفية غير عادلة.. تخبط وغموض في القرار السياسي.. غياب كامل لمضمون العدالة الاجتماعية.. إعلام فاسد ينتهج الكذب والتضليل.. وأخيراً عودة قانون الطوارئ في زيه الجديد الأكثر إثارة للزعر والرعب, فنحن مازلنا نعيش في عصر مبارك ولكن الفارق الوحيد أن نُقل مبارك من قصره إلى هذا المشفى الراقي المحاط بنفس حراسة القصر أو تزيد .

 إذاً متى سيأتي عصر الحرية؟.. لن تأتي إلينا الحرية بترديدها في هتفاتنا أو تكرارها في خطابات من يحكمون البلاد الآن من مجلس عسكري متخاذل ومجلس وزراء معدوم الإرادة والقرار.. لن تأتي الحرية إلا بنظامِ ديمقراطيِ اختاره الشعب, لن تأتي الحرية إلا عندما يقرها ويبلورها دستور يعبر عن جميع أطياف المجتمع, لن نشم ريحها الا عندما نتوافق على نظام عادل يعيش فيه الجميع سواء أمام القانون, فلا مفر من التوافق الآن على بناء هذا النظام لكي نتخطى هذه الفتره العصيبة من تاريخ بلادنا, وبغض النظر عن تلك الأيدلوجيات والأجندات اللعينة التي يتشبث بها البعض ممن لا يدركون أنه لا سبيل إلى تطبيق أيدلوجية ما بشكل صحيح إلا من خلال نظام ديمقراطي حقيقي, فيمكنهم حينها عرضها على الشعب بعيداً على الإبتزاز بإسم الدين أو بإسم المدنية والرقي, فبكل بوضوح يجب أن ينتهي الصراع الوهمي بين الإسلاميين والليبراليين, ويلتفت الإثنين معاً إلى بناء نظام يكفل للجميع المنافسه الحره النزيهه بعيداً عن أي استقطاب أو انتهازية .

أخيراً أقول إننا أمام أنبل الثورات على الإطلاق وأكثرها تحضراً ورقي, وربما ذلك يكون سبباً في أنها لم تكن حاسمة ناجزة, ولكنها إرادة الله التي يجب أن نؤمن بها ونتعامل معها بمنتهى الحكمة والحزم معاً .
 أتمنى على الله ألا تضيع دماء الشهداء هبائاً, فالشهداء الأطهار لم يقدموا أرواحهم لكي يحاكم حفنة من المجرمين سابقي الإجرام, لقد خرج أولئك الأطهار لكي ينعم أولادهم وأحفادهم بإنسانيتهم وحريتهم وكرامتهم.. خرجوا لكي يزورنا فجر الحرية.. فلتُصبحون وتُصبح أرواحهم الطاهرة على الحرية .

عبدالحليم

إضائة على حضارة القوط الغربيين


إضاءة على حضارة القوط الغربيين


تُعد قارة أوربا من أكثر القارات إثراءًا للتاريخ البشري وتأثيراً في الحضارة الإنسانية، ويرجع أصل تسمية أوروبا إلى كلمة إيروبا أي إبنة العنقاء بحسب الأساطير الإغريقية، وبالإنجليزية phoenix، يُرجح أيضاً أن الاسم يعود إلى إيرب بالإنجليزية (Ereb) أي غروب الشمس.

وقد أثرت عوامل وحضارات عديدة في أوروبا بداية من الحضارة الهيلينية (اليونانية)، إلى ما تشهده الآن من ثورة تكنولوجية هائلة، وقد إخترت أن أقدم لكم اليوم واحدة من تلك الحضارات ونموذجاً من شعوب أوروبا، الذي أثر تأثيراً واضحاً على الحضارة الأوربية، ليست الأوربية وحسب إنما الحضارة الإسلامية أيضاً.

فقد أثرت على خريطة أوروبا منذ القرن الرابع الميلادي ثلاث عوامل مهمة ألا وهي الحضارة الهيلينية(اليونانية)، الحضارة الرومانية والديانة المسيحية، وبعد القرن الرابع ظهر العامل الرابع وهو القبائل الجرمانية التي كانت عامل مهم من عوامل إسقاط الإمبراطورية الرومانية, والشعب الذي نحن بصدد الحديث عنه هو القوط الغربيين والمنبثق بالأساس من القبائل الجرمانية، وقد كون القوط الغربيين مملكتهم في شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال حالياً)، وكانت عاصمتهم في البداية مدينة طليطلة، ويُعد القوط الغربيين من أكثر القبائل الجرمانية مدنية وقو، فقد كانت لهم أبجدية مكتوبة، ويعدوا أيضاً من أوائل الشعوب الجرمانية إعتناقاً للمسيحية وقد قدموا أول ترجمة قوطية للإنجيل على يد المبشر أولفيلاس, ويُعدوا أيضاً أكثر تأثراً بالحضارة اليونانية وتشبهاً بها.

وكانت سلطات الحكم مطلقة من الجهة النظرية للملك ولكن من الناحية الفعلية كانت السلطة الحقيقية بيد الأساقفة, فهم من يختاروا الملك ويسنوا القوانين، وكانت قوانينهم غير متسامحة فمنعت حرية الأعتقاد وكان على الشعب إعتناق المسيحية الصحيحة دون غيرها, وقد اضطهدوا اليهود كثيراً وأذاقوهم جميع أشكال القسوة، ولكن تلك القوانين راعت المساواة بين الرومان والقوط الغربيين أي حققت مبدأ المساواة (نسبياً)، وأصلحت الإجرائات القضائية بأن عمدت إلى شهادة الشهود في تقييم أخلاق المتهميين بدلاً من من شهادة الأصدقاء.

وقد شهد الشعب القوطي العديد من مظاهر الظلم والاستغلال من طبقة الأشراف وذلك تحت غطاء وحماية من الكنيسة والأساقفة الذين كانوا ينعموا بهدايا الأغنياء الكثيرة والمفرطة, وعند فتح المسلميين لأسبانيا عام 713 م، رحب بهم الشعب القوطي وإنصهرت الحضارة القوطية في بوتقة الحضارة الإسلامية وكونوا حضارة من أروع الحضارات الإنسانية على الإطلاق متمثلة في الحضارة الأندلسية.

ـــــــــــــــــــــــــ
عبدالحليم حفينة
15/9/2011

الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

نظرة نحو الشاطئ الآخر!!

نظرة نحو الشاطئ الآخر!!

عندما تتوقف بنا الحياة.. وتعود بنا الذكريات الى الماضي، تستوقفنا لحظات مؤلمة وأخرى سعيدة.. ننبهر من ذلك الماضي الذي يجمع بين كل تلك الإنفعالات.. تلك الدمعة عندما فارقت رفيق وهذه البسمة كانت في نجاح ..وعجباااه على ذلك الماضي الذي بكيت وضحكت وصرخت وهللت فيه.. تلك لحظة وجوم وتلك ساعات من الثرثرة المملة.. في تلك اللحظات كنت منهك وفي أخرى كنت مكتئب وبعد ذلك دب فيك الأمل والنشاط.. هذا هو الماضي بكل ما إحتواه من انفعالات ترجمتها الذكريات.. أتذكر عندما كنا صغار؟.. عندما كنا نخاف أن نقترب من الشاطئ وتقتلنا الرغبة في الإبحار.. كنا نظن حينها أننا مخيرون.. نبحر أو لا نبحر، لم نكن نعرف أننا مسافرون ولا مفر في بحار الدنيا ومحيطاتها, اليوم أصبح الماضي شاطئ بعيد ننظر إليه بإشتياق وحنين.. نعلم ما كان فيه ونعلم ما كان منا فيه.. اليوم نستدير وننظر أمامنا نحو الشاطئ الآخر الذي تبتلعه طلاسم القدر.. إنه المستقبل المُبهم والمُحير.. فدعونا نرى ما في الشاطئ الآخر من أمل .


عبدالحليم