لا شك أن حرية العقيدة من الحريات التي كفلتها جميع مواثيق حقوق الإنسان، وقد كانت قضية حرية العقيدة مسار جدل كبير على الساحة الفكرية والسياسية بل والقضائية أيضًا في العقود المنصرمة، وقد تجلى هذا الموضوع بقوة في الفترة الحالية على إثر دخول البلاد مرحلة إعداد دستور جديد يكون بمثابة ميثاق يضبط إيقاع المجتمع ويحدد العلاقة بينه وبين أفراده، وقد أبدى بعض المنتمين للتيار المدني تخوفهم من التعدي على حرية العقيدة وتقييدها في الدستور الجديد، وذلك بسبب دعوات بعض قوى تيار الإسلام السياسي، التي ترى أن حرية العقيدة قاصرة على أن يتحول الإنسان من أي دين (غير الإسلام) إلى أي دين سماوي آخر أو إلى الإسلام، والمخالف لذلك يطبق عليه حد الردة، وإيمانًا بعدم حجر الإسلام على حرية العقيدة رأيت أن أوضح مدى حماية الإسلام لحرية العقيدة، وأن الإسلام قولًا وفعلًا قد حمى حرية الإعتقاد وحق الناس في الإختيار حماية لا جدال فيها، وذلك كله مُدعم بالقرآن الكريم والسيرة النبوية.
السيرة النبوية ترسخ مبدأ حرية العقيدة
أراد الرسول الكريم أن يقدم لنا بسيرته وسنته قدوة نقتدي بها ونستنها من بعده، وقد قدمت لنا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم قيم التسامح وقبول الآخر وعدم الحجر على أفكارهم أو معتقادتهم أو التفتيش في ضمائرهم ونواياهم، وقد قدمت لنا قصة "عبدالله بن أبي بن سلول" قيمة كبيرة ألا وهي حرية العقيدة، والتأكيد عليها وترسيخها، وكان عبدالله بن أبي بن سلول هذا سيد قبيلة الخزرج في المدينة المنورة، وقد إشتدت المنازعات بينه وبين قبيلة الأوس وقد توصل القبيلتين إلى حل يقضي بإنهاء تلك النزاعات وهو تنصيب عبدالله بن أبي بن سلول حاكمًا على المدينة، وقد تزامن هذا الحدث مع قدوم الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وتأسيس الدولة الإسلامية التي إتخذت من المدينة عاصمة لها، وتنصيب الرسول قائدًا وحاكمًا لها، وقد ألف الله بين قلوب المهاجرين والأنصار، وقد أحدث هذا الأمر حقدًا كبيرًا في قلب عبدالله بن أبي بن سلول، فقد نُزع الملك والسلطان، وكان يُظهر هذا الحقد حينًا ويُخفيه حينًا آخر، وظل يكيد للإسلام ويحاربه، وقد كان له ولد له نفس اسمه فكان يسمى "عبدالله بن عبدالله بن أبي بن سلول" وقد غضب ابنه لما يكيده للإسلام وذهب للرسول صلى الله عليه وسلم وقال: "يا رسول الله قد علمت المدينة أنه لا يوجد أحد أبر من أبيه مني فإن تريد قتله فأمرني أنا فإني لا أصبر على قاتل أبي" فرفض الرسول، ولما سمع عمر رضي الله عنه بعضًا من مكائده، قال: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعه.. حتى لا يتحدث الناس بأن محمداً يقتل أصحابه)
وعندما توفي عبد الله بن أبي بن سلول جاء ابنه عبد الله بن عبد
الله إلى رسول الله فسأله أن يعطيه قميصه يكفن فيه أباه فأعطاه، ثم سأله أن يصلي
عليه فقام رسول الله ليصلي عليه، فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله فقال: يا رسول
الله، وقد نهاك ربك أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله: إنما خيرني الله فقال:
"اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ
سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ" {التوبة:80 } وسأزيده على
السبعين، قال: إنه منافق.. فقام وصلى عليه رسول الله، فأنزل الله عز وجل هذه
الآية:وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى
قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ {التوبة:84}
وتقدم هذه القصة نموذجًا رائعًا من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم عن التسامح وقبول الآخر، فكيف أن عبدالله بن أبي بن سلول كبير المنافقين ويتعامل معه الرسول بهذا التسامح ولم يهدر دمه، بل رفض أن يقتله أحد، وصلى عليه واستغفر له؟!!
وردًا على من يستشهدون بحرب الردة على وجود حد الردة في الإسلام، أقول لهم أن حرب الردة كانت حربًا سياسية بالدرجة الأولى لتوطيد أركان الدولة والحفاظ على الدعوة في مهدها من الضياع، بعد أن خرج عن الدولة ونظامها قبائل كثيرة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم تكن حربًا لأن نفر من المسلمين تحول عن الإسلام في أقاصي الجزيرة العربية!!
القرآن الكريم يحمي حق حرية الاعتقاد ويُقصر عقاب الردة على الآخرة
لم يأمر الله عز وجل في كتابه الكريم بقتل المرتد في موضع واحد، أو حتى بأي عقاب دنيوي، وقصر العقاب على الآخرة فقط، فهو وحده صاحب حق الدخول في السرائر والإطلاع على إيمان البشر، وقد أمرنا تعالى بالدعوة إلى دينه بالحسنى دون إرهاب.. يقول تعالى "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" {النحل:125}
ويقول تعالى أيضًا " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا"
ونجد هنا أن الله لم يكره أحد على الإيمان بل ترك حرية الاختيار للبشر مع التوعد بالعقاب في الآخرة للكافرين، ولم يحدد عز وجل عقاب دنيوي.
ومن الآيات التي تحمي أيضًا حرية الاعتقاد يقول تعالى " كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ "
وبعد ذلك كله قال سبحانه : " إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ " آل عمران/86-89
ومن تفسير بن كثير لهذه الآيات يقول " قال ابن جرير : حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع البصري ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك ، [ ص: 71 ] ثم ندم ، فأرسل إلى قومه : أن سلوا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل لي من توبة ؟ قال : فنزلت : ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم ) إلى قوله : ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم)
ونجد في هذه الآيات كيف أن الله ترك باب التوبة إليه مفتوح، ولم يغلقه بحد الردة (القتل)!!
ثم نجد آية أخرى غاية في الإعجاز، يقول تعالى"ياأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم" ( 41 ) {المائدة}
وترى في هذه الآية كيف أن الله يخفف عن الرسول الكريم حزنه، ولم يأمره تعالى بقتل المنافقين، ولكنه توعدهم بالعذاب العظيم.
وفي نفس السياق نجد قوله تعالى "إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ( 137 ) بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما ( 138 ) الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ( 139) {المائدة}
ومن تفسير بن كثير لهذه الآية نجد قوله " قيل : هذا في قوم مرتدين آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ثم ارتدوا"
وبالاستناد إلى الآيات السابقة نجد أن القرآن الكريم كفل حرية الاعتقاد كاملة دون نقصان للبشر، ولم يعط لأحدٍ حق في مصادرة حرية البشر في معتقاداتهم، ولم يأمر في موضع واحد بقتل المرتد أو تنفيذ عقوبة دنيوية بحقه سواء بالجلد أو بغيرها، فقد ترك للبشر حرية الإيمان أو الكفر كاملة في الدنيا، وترك العقاب إلى يوم القيامة.
وتأكيدًا على حماية الإسلام لحرية العقيدة، فقد أصدر مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف فتوى عام 2002 بإلغاء ما يسمى "حد الردة" والاكتفاء بالإستتابة، ويعتبر الأزهر هو الجهة الوحيدة المخولة بإصدار الفتوى في مصر.
ومن هنا يؤكد لنا الإسلام دائمًا أنه دين حضاري وقد سبق الحضارات والأمم في بناء الدولة المدنية بمفهومها الواسع والشامل.. هدانا الله وإياكم سبيل الرشاد.
ــــــــــــــــــــــ
عبدالحليم حفينة
7/6/2012
وتقدم هذه القصة نموذجًا رائعًا من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم عن التسامح وقبول الآخر، فكيف أن عبدالله بن أبي بن سلول كبير المنافقين ويتعامل معه الرسول بهذا التسامح ولم يهدر دمه، بل رفض أن يقتله أحد، وصلى عليه واستغفر له؟!!
وردًا على من يستشهدون بحرب الردة على وجود حد الردة في الإسلام، أقول لهم أن حرب الردة كانت حربًا سياسية بالدرجة الأولى لتوطيد أركان الدولة والحفاظ على الدعوة في مهدها من الضياع، بعد أن خرج عن الدولة ونظامها قبائل كثيرة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم تكن حربًا لأن نفر من المسلمين تحول عن الإسلام في أقاصي الجزيرة العربية!!
القرآن الكريم يحمي حق حرية الاعتقاد ويُقصر عقاب الردة على الآخرة
لم يأمر الله عز وجل في كتابه الكريم بقتل المرتد في موضع واحد، أو حتى بأي عقاب دنيوي، وقصر العقاب على الآخرة فقط، فهو وحده صاحب حق الدخول في السرائر والإطلاع على إيمان البشر، وقد أمرنا تعالى بالدعوة إلى دينه بالحسنى دون إرهاب.. يقول تعالى "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" {النحل:125}
ويقول تعالى أيضًا " وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا"
ونجد هنا أن الله لم يكره أحد على الإيمان بل ترك حرية الاختيار للبشر مع التوعد بالعقاب في الآخرة للكافرين، ولم يحدد عز وجل عقاب دنيوي.
ومن الآيات التي تحمي أيضًا حرية الاعتقاد يقول تعالى " كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ * أُوْلَـئِكَ جَزَآؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللّهِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ * خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ "
وبعد ذلك كله قال سبحانه : " إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذَلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ " آل عمران/86-89
ومن تفسير بن كثير لهذه الآيات يقول " قال ابن جرير : حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع البصري ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا داود بن أبي هند ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان رجل من الأنصار أسلم ثم ارتد ولحق بالشرك ، [ ص: 71 ] ثم ندم ، فأرسل إلى قومه : أن سلوا لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : هل لي من توبة ؟ قال : فنزلت : ( كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم ) إلى قوله : ( إلا الذين تابوا من بعد ذلك وأصلحوا فإن الله غفور رحيم)
ونجد في هذه الآيات كيف أن الله ترك باب التوبة إليه مفتوح، ولم يغلقه بحد الردة (القتل)!!
ثم نجد آية أخرى غاية في الإعجاز، يقول تعالى"ياأيها الرسول لا يحزنك الذين يسارعون في الكفر من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ومن الذين هادوا سماعون للكذب سماعون لقوم آخرين لم يأتوك يحرفون الكلم من بعد مواضعه يقولون إن أوتيتم هذا فخذوه وإن لم تؤتوه فاحذروا ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا أولئك الذين لم يرد الله أن يطهر قلوبهم لهم في الدنيا خزي ولهم في الآخرة عذاب عظيم" ( 41 ) {المائدة}
وترى في هذه الآية كيف أن الله يخفف عن الرسول الكريم حزنه، ولم يأمره تعالى بقتل المنافقين، ولكنه توعدهم بالعذاب العظيم.
وفي نفس السياق نجد قوله تعالى "إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ( 137 ) بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما ( 138 ) الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا ( 139) {المائدة}
ومن تفسير بن كثير لهذه الآية نجد قوله " قيل : هذا في قوم مرتدين آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ثم ارتدوا ثم آمنوا ثم ارتدوا"
وبالاستناد إلى الآيات السابقة نجد أن القرآن الكريم كفل حرية الاعتقاد كاملة دون نقصان للبشر، ولم يعط لأحدٍ حق في مصادرة حرية البشر في معتقاداتهم، ولم يأمر في موضع واحد بقتل المرتد أو تنفيذ عقوبة دنيوية بحقه سواء بالجلد أو بغيرها، فقد ترك للبشر حرية الإيمان أو الكفر كاملة في الدنيا، وترك العقاب إلى يوم القيامة.
وتأكيدًا على حماية الإسلام لحرية العقيدة، فقد أصدر مجمع البحوث الإسلامية التابع للأزهر الشريف فتوى عام 2002 بإلغاء ما يسمى "حد الردة" والاكتفاء بالإستتابة، ويعتبر الأزهر هو الجهة الوحيدة المخولة بإصدار الفتوى في مصر.
ومن هنا يؤكد لنا الإسلام دائمًا أنه دين حضاري وقد سبق الحضارات والأمم في بناء الدولة المدنية بمفهومها الواسع والشامل.. هدانا الله وإياكم سبيل الرشاد.
ــــــــــــــــــــــ
عبدالحليم حفينة
7/6/2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق