الأحد، 29 أبريل 2012

هكذا تعلمنا الثورية!



ليس نبلًا ألا تنصر مظلومًا لمجرد أنك تختلف معه فكريًا، فالحق حق أن يتبع، فالحر من يدافع عن حرية الآخرين ويموت من أجلها قبل أن يدافع عن حريته، هذا ما تعلمناه من أدبيات الثوار الذين نهيم بهم عشقًا مثل ارنستو جيفارا، وما يحدث في إعتصام العباسية ليس ببعيد عن تلك المبادئ، فقد تختلف مع مؤيديين أبوإسماعيل وقد تعارض الإعتصام نفسه وتصب لعناتك على شباب الثورة وحركة 6 إبريل الذين نزلوا لمساندة أنصار أبو إسماعيل ضد طغيان وجبروت مجلس العار ، ولكني مع ذلك مؤمن إيمانًا لا شك فيه أنك يا صديقي تؤمن بحرمة الدم المصري، وشديد الإيمان بخيانة من يبيحه للوطن، فإلى الآن رحل عنا 12 شهيد، تلك الدماء التي سالت مصرية ولونها بلون دمائك التي تجري في عروقك، فليس هناك فرق بينهم وبينك أمام الرصاص، الفرق الوحيد أنهم أمام الرصاص الآن وأنت لا تزال تجلس في بيتك.


 يا صديقي ( العلماني والليبرالي واليساري والسلفي والإخواني ) دمائنا واحدة.. روحنا واحدة، فلا تترك أهوائك ونزاعاتك الأيدلوجية تتحكم في مواقفك، ما يجب أن تفعله أن تنزل في كل الميادين، تعلنها قوية " يسقط يسقط حكم العسكر "  ليس هناك ما يمنعك، سوى أنك تتخاذل في الدفاع عن حق أرواح مصرية، ليس هناك مبرر لجلوسك في المنزل غير أنك تخشى صوت الرصاص.. إعلم أن يومك أتٍ وأن لا راد لقضاء الله، ُمت مرفوع الرأس ولا تمُت كما النعاج.. فالتاريخ سيذكر حتمًا أن في هذه البلد خرج شباب لا يهابون الموت في سبيل الحرية، وتخاذل عن نصرتهم آخرون يرتعدون أمام فرعون وجنوده!

يسقط يسقط حكم العسكر

ــــــــــــــــــــــــــ
عبدالحليم حفينة
29/4/2012


الخميس، 5 أبريل 2012

أحسَبها بألفٍ مما يعدون!



إذا سألت أحدهم مع أم ضد نزول المرأة للتظاهرات؟!.. سيجيب فورًا بعصبية مفتعلة قائلًا " بالطبع لا" ثم يبادرك هو بسؤالٍ إنفعالي " هل توافق أن تنزل زوجتك في مظاهرة؟! هنا قد تتلعثم ولا تعرف بماذا تجيب؟! أعلم أنك تريد ألا يتتبعك بنظرة احتقار وأنت منصرف، ولكن لا عليك يا صديقي.. سأجيب عنك أنا هذا السؤال.. إنني أتشرف وأفتخر بأن تنزل زوجتي تظاهرة لتنادي بحرية ألاف الرجال وبحقوقهم المسلوبة، ولكن لسوء الحظ لم أتزوج بعد!
وعندي أسبابي التي تجعلني أتشرف بخروج زوجتي في تظاهرة، فثورتنا "المسلوبة" كانت نموذجًا عبقريًا تجلى فيه  دور المرأة المصرية، ولقد رأيت نماذجًا تكاد تبكي لروعتها وعظمتها، فلن أنسى أبدًا يوم جمعة الغضب عندما رأيت مشهد إمرأة - يفترض أنها متسولة – تحمل رضيعها على كتفيها وتنادي بعلو صوتها "الشعب يريد إسقاط النظام" ياالله لكم دوى صوتها في أعماقي! صوتها الضعيف المبحوح ينادي "الشعب يريد إسقاط النظام"!.. وتلك المرأة العجوز التي تتكأ بيدها على إبنتها وبيدها الأخرى على عصا تصرخ فينا "خليكوا رجالة - مشوه من البلد"، أقسم بأنني كنت أشعر بضئالة في نفسي لم أشعر بها أبدًا، وودت لو أقبل قدميها شكرًا لها وإمتنانًا، ولم يتوقف دور المرأة عند التظاهرات وحسب، بل رأيناها في إعتصامات  التحرير في أكثر الأيام خطورة، بل ورأينا أيضًا بعض نساء الإخوان حاضرات في قلب التظاهرات والإعتصامات، وكانت المرأة حينها تقف في الصفوف الأمامية مع الرجال عند الاشتباك مع الأمن أو مع البلطجية وقت أن كان يحرم بعض من في البرلمان الآن الثورة والخروج عن الحاكم!

وتتابعت الأحداث بعد التنحي وكانت المرأة المصرية حاضرة وبقوة في كل الاعتصامات الثورية ، وتعرضت لإنتهاكات جسيمة من سحل وضرب وتعرية وكشف للعذرية وغيرها من الإنتهاكات، وصمدت المرأة المصرية بشموخها المعتاد طوال أكثر من عام، وكرمها العالم بأكمله وتفاخر بها، ومازال يهينها البعض ويعتبر خروجها من أجل الحرية والسعي من أجل الكرامة عارًا!! وتناسا هؤلاء أن الجبن والخضوع للظلم وللإهانة أكبر عار في الدنيا.. فكل الاحترام والاجلال لكل إمرأة تدافع عن قضية وتحارب من أجلها، فإني والله أحسبها بألفٍ مما يعدون! 



ــــــــــــــــــــــــــ
عبدالحليم حفينة
5/4/2012

رابط المقال على موقع العرب اليوم
http://www.arabstoday.net/fuqkgj-fkgg-gejmqkq-hceb-ffg-kyig-259861.html