الجمعة، 6 يناير 2012

ـ مشردون..!ـ

ـ

عزيزي لاعن الثورة والميدان.. عندما ترى صورة الطفل المشرد ذي الثياب الرثة في ميدان التحرير تشير إليه فوراً في تيه وكأنك اكتشفت قُبحاً أخل بجمال الصورة.. هل تعرف سيادتك من هؤلاء المشردون؟ وكيف وأين يعيشون؟! ومتى بدأ عهدهم مع تلك الحياة البائسة؟!.. بالتأكيد لا تعرف سيادتك غير أن هؤلاء هم مثال للمظهر غير الحضاري.. فحضرتك لا تعرف معنى أن يقضي أحدهم عمره في الشوارع.. يبحث عن قوت يومه بين أكوام القمامة، وإن كان محظوظًا يجد من يعطف عليه ببقايا وجبة، ويكون هذا هو عيده الأكبر.. نعم أعلم تمامًا أنك لا تُقدر كل هذا لأنك وإن بلغ بك الفقر مبلغه، فبالتأكيد  لديك أسرة من أب وأم محترمين وإن كانوا  حتى غير محترمين!، المهم أن لديك من يخاف عليك ويحتضنك في المصائب الكبرى.. ربما إنك لم تفهم ولم تعِ تلك المعاني لأنك لا تفتقدها، وأيضاً لن يعيها أبداً هذا الهرِم المدعو كمال الجنزوري الذي أبدى إندهاشه من وجود أطفال 12 عام وسط الثوار.. وكأن الظلم لا يقع إلا على من هم فقط في سن الرشد ويشترط أن يكونوا من أولاد الذوات!، وله عذره طبعاً في ذلك فهو لا يعلم ما يعانيه الشعب ولا ما يعانيه أطفال الشوارع الذين وقعت الحكومة - التي كان سيادته جزءًا منها - شهادة ميلادهم من الشوارع.. هؤلاء الأطفال يدافعون عن حقوقهم كالتي لنا.. يدافعون عن إنسانيتهم حتى ولو إختلفت تلك المصطلحات عندهم.. فبالتأكيد هم ليسوا طلاب مدارس أجنبية حتى ينتقوا لسعادتك الألفاظ التي لا تؤذي مسامعكم الكريمة.. هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد متسولين أو مأجورين - يستخدمهم بعض المنتفعين من الفوضى - كما تتصور سيادتك هؤلاء أبطال بمعنى الكلمة.. وأذكر من مواقفهم البطولية المتكررة أن أحدهم دفع أحد الأصدقاء خلفًا عندما إشتدت المواجهات مع الأمن قائلًا له " خليك إنت يا بيه البلد عايزاك.. إنت متعلم..!!" هذا هو شعورهم تجاه وطن يلفظهم وشعب يحتقرهم.. يضحون بأرواحهم وهم على قناعة أن البلد ليست في حاجة إليهم.. يموتون على على عتبة دار دفاعًا عنها والدار تأبى أن تأويهم.. هؤلاء الأطفال الذين نحتقرهم نحن في نظراتنا وفي مجالسنا ونصورهم بوجه مصر البائس ليسوا إلا نتاج ظلم وقهر وتخلف ارتضينا بهم صاغرين أمام حاكم جبار.. نحن جميعاً مدينون لهؤلاء الأطفال أمام الله ثم أمام أنفسنا.. لأننا تركنا الظلم يتوحش أمام أعيننا أعوامًأ وأعوامًا دونما أن نحرك ساكنًا.. وأخيرًا أقول إن هؤلاء الأطفال هم وقود ثورتنا وهم من نقف لأجلهم الآن بعد أن خذلناهم عقودًا طويلة.. فلن نخذلهم ثانيةً أبدًا ما دمنا أحياء.. وما ضاع حقًا أبدًا وراءه مطالب
برجاء مشاهدة الفيديو على هذا الرابط

http://www.youtube.com/watch?v=_YWxr22JcuU