الثلاثاء، 17 يوليو 2012

أبو إسماعيل والمراهقة الساسية


لم أجد وصفًا دقيقًا يتوافق مع أراء ومواقف حازم أبو إسماعيل غير أنها مجرد مراهقة سياسية غير مسئولة، فالرجل منذ بذغ نجمه بعد تنحي مبارك فرض نفسه من خلال بعض الفضائيات على أنه قائد شعبي ومحلل سياسي عظيم!! مع أن عمره في ممارسة السياسة والمعارضة الموثقة والصريحة لنظام الحكم المباركي لم يتعدى بضعة أيام شارك خلالها في وقائع الثورة كغيره من الملايين الثائرة، فلم نرى مثلًا الشيخ حازم منظمًا أو مشاركًا في الفاعليات الثورية قبل الثورة، فلم نره واقفًا بجوار الراحل العظيم المفكر الإسلامي الدكتور عبدالوهاب المسيري وقت أن كان يسحله رجال الأمن في وقفات حركة كفاية، لم نره يدافع عن النشطاء السياسين من حركة "6 إبريل" و"كفاية" الذين كانوا في سجون مبارك (بما أنه محامي)، هبط فجأة الشيخ حازم من السماء ليقول لنا أنه هو المخلص وهو مفجر الثورة!! وكأننا جميعًا معاتيه لم نتابع ونعرف ونقدر أصحاب المواقف الحقيقية وأدعياء الثورية والبطولة.

أين أبو إسماعيل من الجمعية الوطنية للتغيير التي حملت حلم الثورة والتغيير وطافت به أنحاء مصر والعالم؟!! (طبعًا كان جالسًا في الغرف المكيفة والأحرار يهانوا ويعتقلوا من أجل مصر)، أين كان عندما شوه النظام البرادعي وطعنوا في وطنيته وخاضوا في عرضه بل وساعد النظام في ذلك بعض الإسلاميين؟!!

أبو إسماعيل الذي خرج في برنامج توك شو يهدد المشير وسامي عنان ويمهلهم 48 ساعة ليرحلوا من البلد وإلا .... !!! لا شئ ينسحب الشيخ حازم من الإعتصام!! الشيخ حازم الذي هدد أعضاء اللجنة العليا للانتختابات بفضحهم وإخراج ملفات الفساد التي تتعلق بهم إذا إستبعدوه، (لكن إذا لم يُستبعد فالمسامح كريم طبعًا) وفي النهاية لم يُخرج أبو إسماعيل أيًا من تلك الملفات!! وهنا نقول إما أن الشيخ حازم متستر عليهم في حالة صحة ما يقول، أو أنه كاذب ومدعي - إذا كان ما يقوله إدعائًا - ، وفي الحالتين لا أحترمه.

أبو إسماعيل الذي يتحدث ليلًا نهارًا عن معاداته لأمريكا، ورعب إدارتها من فوزه إذا قدر الله - وقت أن كان مرشح -، يخرج أبو إسماعيل مع كل تلك الثورية والمعاداة الواضحة للأمريكان وللغرب "الكافر" ليقول في أحد لقائته الجماهرية أنه مستعد للتفاهم مع أمريكا والتماشي معها كدولة عظمى، وعدم المساس بمصالحها (وأهم المصالح آمن إسرائيل)، ولكن كل ما يريده الشيخ حازم أن يكون هناك ثمن!!

ويكلل الشيخ حازم مراهقته السياسية وكلامه العبثي المعدوم القيمة، بمهاجمة صريحة للبرادعي، فيقول أن البرادعي صاحب أسوأ موقف منذ بداية الثورة!!
- بصراحة قالها والحقد يتطاير من عينيه – عمومًا البرادعي ليس في حاجة إلى أن أثبت صحة مواقفه ونزاهته وثوريته، وحازم أبو إسماعيل أيضًا ليس في حاجة أن أوضح سذاجته وسطحيته، فمواقف كليهما موثقة ومعلومة للجميع، ولكن وجب عليا أن أنوه على أن في الوقت الذي يُهاجم فيه البرادعي، لم يرد هو على أحد، وبترفعه المعتاد يزيدنا البرادعي ثقة فيه وإحترامًا وتقديرًا له، فعفوًا يا دكتور برادعي فهناك أقزام كثيرة يأكل الحقد قلوبها فتتطاول عليك بما ليس فيك!


ــــــــــــــــــــــ
عبدالحليم حفينة
15/7/2012



هناك تعليقان (2):

  1. لا بد عزيزي أن يكون ذلك و بالذات لاتيار السلفي المغيب عن الساحة السياسة منذ دهور ، المشكله تكمن في مصر بخليطها الكبير العظيم الغير متجانس أبدا حمى الله مصر و أهلها .

    ردحذف